وأصله كله من النجوة وهي: ما ارتفع من الأرض، قال الشاعر:
فمن بنجوته كمن بعقوته ... والمستكن كمن يمشي بقرواحِ (١)
فمعنى {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} أي: مما يدبرونه بينهم من الكلام.
{إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ} يجوز أن تكون (مَنْ) في موضع الخفض، والنصب، والرفع، فوجه الخفض على قولك: لا خير في كثير من نجواهم إلا فيمن أمر بصدقة، والنجوى هاهنا: الرجال المتناجون، كما قال:{وَإِذْ هُمْ نَجْوَى}(٢)، وقال:{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ}(٣).
= سائلا فيه هل نبهتها ... آخر الليل بعرد ذي عجر ومعنى يستنجي الوتر، أي: قطعه، يقال: استنجى الجازر وتر المتن، أي قطعه، وأصل الوتر من الأمعاء يتخذ منه أوتار القسي. انظر: "الخصائص" لابن جني ١/ ٨. والبيت ذكره الزجاج في "معاني القرآن" ٢/ ١٠٥، وابن منظور في "لسان العرب" (نجا). (١) البيت قاله عبيد بن الأبرص، وهو في "ديوانه" (ص ٨٦)، وفي "لسان العرب" لابن منظور (نجا). ويروى أيضًا لأوس بن حجر. انظر: "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني ١٠/ ٦، "ديوانه" (ص ٤)، وذكر البيت أيضًا ابن فارس في "معجم مقاييس اللغة" ٥/ ٣٩٨ (نجا)، والقرواح: الأرض الفضاء، والمستكن: المستتر. (٢) الإسراء: ٤٧. (٣) المجادلة: ٧.