وتأول بعضهم الاستغفار في هذِه الآية على الصلاة، فقال عطاء بن أبي رباح: ما كنت لأدع الصلاة على أحد من أهل هذِه القبلة، ولو كانت حبشية حبلى من الزنا؛ لأني لم أسمع الله تعالى حجب الصلاة إلَّا عن المشركين بقوله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} الآية (١).
ثم عذر خليله إبراهيم -عليه السلام- فقال عز من قائل:
قال علي بن أبي طالب -عليه السلام-: لما أنزل الله -عزَّ وجلَّ-؛ خبرًا عن إبراهيم -عليه السلام- قَال {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (٤٧)} (٢) سمعت رجلًا يستغفر لوالديه وهما مشركان، فقلت له: تستغفر لهما (٣) وهما مشركان؟ فقال: ألم يستغفر إبراهيم لأبيه؟ فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له، فأنزل الله -عزَّ وجلَّ- هذِه الآية، وأنزل قوله:{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ} إلى قوله: {إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ}(٤) الآية (٥).
(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١١/ ٤٤ من طريق جعفر بن برقان، عن حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء .. به. (٢) مريم: ٤٧. (٣) في (ت): لوالديك. (٤) الممتحنة: ٤. (٥) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٥٠٥ وعزاه للطيالسي، وابن أبي شيبة =