فلمَّا كانت حالات أهل الجنة مقرونة بالسلام؛ إمَّا من الخلق، وإمَّا من الحق سمَّاها الله دار السلام {وَهُوَ وَلِيُّهُمْ} ناصرهم ومعينهم {بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
وقال الحسين بن الفضل: يعني يتولاَّهم في الدنيا بالتوفيق، وفي الآخرة بالجزاء (٢).
١٢٨ - (قوله عز وجل)(٣): {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا}
الجن والإنس، فيجمعهم (٤) في موقف القيامة (٥) فيقول: {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ}: أي: من إضلال الناس وإغوائهم {وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ}: يعني: الذين أطاعوهم {رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ}.
قال الكلبي (٦): استمتاع الإنس بالجن: هو أن الرجل كان إذا سافر
(١) يس: ٥٨. (٢) انظر: "معالم التنزيل" ٣/ ١٨٨. (٣) من (ت). (٤) في الأصل: فنجمعه، والمثبت من (ت). (٥) جاء في حاشية النسخة (ت) ما نصه: واختلف في {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ} هنا، وما في يونس {يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ} [يونس: ٤٥] فحفص بالياء فيهما مسندًا إلى ضمير اسم الله تعالى، وافقه ابن محيصن والمطوعي، وقرأ روح بالياء هنا فقط، والباقون بالنون فيهما، إسنادًا لاسم الله تعالى على وجه العظمة. "إتحاف" ["إتحاف فضلاء البشر" (ص ٢٧٣)] اهـ. (٦) انظر "معالم التنزيل" ٣/ ١٨٨، قال الرازي في "التفسير الكبير" ١٣/ ١٥٧: وهذا قول الحسن وعكرمة والكلبي وابن جريج.