يعنى لوطًا {وَأَهْلَهُ} المؤمنين، وقيل: أهله ابنتاه: زعوا، ورثا (١). {إِلَّا امْرَأَتَهُ} أهله فإنّها {كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}. يعني الباقين في العذاب، وقيل: معناه: كانت من الباقين والمعمّرين قبل الهلاك الذي قد أتى عليهم دهر طويل، فهرمت فيمن هرم من الناس، فهلكت مع مَنْ هلك من قوم لوط حين أتاهم العذاب، وإنّما قال: الغابرين ولم يقل: الغابرات لأنه أراد أنّها ممّن بقي مع الرجال فلمّا (٢) ضم ذكرها إلى ذكر الرجال قيل: من الغابرين، والفعل منه: غَبَر يَغْبُرُ غُبُورًا، وغَبْرًا إذا بقي (٣). قال الشاعر (٤):
فَغَبَرت بعدهم بعيش ناصب ... وإخال أنّي لاحق مستتبع (٦)
(١) ذكره الماوردي في "النكت والعيون" ٢/ ٢٣٧، إلا أنه قال: واسمهما زينا ورميا. (٢) في الأصل: فإن قبل. وما أثبته من (ت). (٣) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٢٣٦. (٤) هو: يزيد بن الحكم الثقفي. (٥) انظر: المرجع السابق. (٦) هذا البيت من قصيدة مشهورة له يرثي بها أولاده. انظر: "خزانة الأدب" للبغدادي ١/ ٤٢٠.