قوله عز وجل:{يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا} قال أهل التفسير: في الآية تقديم وتأخير تقديرها يسألونك عنها كأنّك حفي بها. أي: بار بهم صديق لهم (١) قريب منهم، قاله ابن عباس - رضي الله عنه - وقتادة (٢).
وقال مجاهد والضحاك: كأنّك عالم بها (٣){قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: إن أهل مكة قالوا: يا محمد ألا يخبرك ربك بالسعر الرخيص قبل أن يغلو فنشتريه فنربح فيه، وبالأرض التي يريد أن يُجدب فنرتحل منها إلى ما قد أخصبت؟ فأنزل الله عز وجل {قُلْ} يا محمد {لَا أَمْلِكُ} لا أقدر {لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا}(٤) أي: اجتلاب نفع أو دفع ضر {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} أن أملكه وتمليكه إياي {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْر} يعني المال ولهيأت لسنة القحط ما يكفيها {وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} أي: وما أصابني الضر والفقر.
وقال ابن جريج:{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا} يعني الهدى والضلالة {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ} متى أموت {لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْر}
= التخريج: لم أجده. (١) من (ت) و (س). (٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ١٤٠ عنهما. (٣) الطبري في "جامع البيان" ٩/ ١٤١ عنهما. (٤) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٣١٠ عنه.