أي: وعملكم، في هذِه الآية دليل على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى حيث قال:{وَمَا تَعْمَلُونَ} وعلى أنها مكتسبة للعباد حيث أثبت لهم عملًا (١) فأبطل مذهب القدرية والجبرية بهذِه الآية.
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله خالق كل صانع وصنعته"(٢).
قوله -عَزَّ وَجَلَّ-:
٩٧ - {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (٩٧)} معظم النار (٣)،
= الجزري (ص ٣٠٣)، "جامع البيان" للطبري ٢٣/ ٧٣؛ "المحرر الوجيز" لابن عطية ٤/ ٤٧٩. (١) ما قرره المصنف من أن أفعال العباد خَلْقُ الله وكَسْبٌ من العباد، هو المذهب الحق وهو مذهب أهل السنة والجماعة. انظر للاستزادة: "خلق أفعال العباد" للبخاري، "شرح العقيدة الطحاوية" لابن أبي العز الحنفي ٢/ ٦٣٩، "شفاء العليل" لابن القيم ١/ ٢٨٣. (٢) أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (ص ٤٦)، والحاكم في "المستدرك" ١/ ٨٥ (٨٥، ٨٦)، وابن أبي عاصم في "السنة" ١/ ١٥٨ جميعهم عن حذيفة مرفوعًا. قال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. قال ابن حجر في "فتح الباري" ١٣/ ٥٣٠: حديث صحيح كذلك قال المناوي في "فيض القدير" ٢/ ٣٠٢ والألباني في "ظلال الجنة" ١/ ١٥٨. قلت: وهذا الحديث نص صريح لأهل السنة والجماعة في الرد على المعتزلة القدرية النافين خلق الله لأفعال العباد. (٣) الجحيم عند العرب: جمر النار بعضه على بعض والنار على النار. "جامع البيان" للطبري ٢٣/ ٧٥، "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٣٠٩ - ٣١٠.