قال ابن عباس (٢) -رضي الله عنهما-: تهجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة بمكة، فجعل يقول في سجوده:" (يا الله)(٣) يا رحمن يا رحيم! " فقال المشركون: كان محمد يدعو إلهًا واحدًا وهو الآن يدعو إلهين اثنين الله والرحمن، ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة، يعنون مسيلمة الكذاب، فأنزل الله تعالى هذِه الآية (٤).
(١) مريم: ٥٨. (٢) أسند إليه الطبري بلفظ: قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ساجدًا يدعو: يا رحمن يا رحيم! فقال المشركون هذا يزعم أنه يدعو واحدًا، وهو يدعو مثنى مثنى، فأنزل الله تعالى .. الآية. "جامع البيان" ١٥/ ١٨٢. وبطريق آخر عن مكحول: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتهجد بمكة ذات ليلة يقول في سجوده: يا رحمن، يا رحيم! فسمعه رجل من المشركين قال لأصحابه: انظروا ما قال ابن أبي كبشة يدعو الليلة الرحمن الذي باليمامة، وكان باليمامة رجل يقال له الرحمن فنزلت. المرجع نفسه. وقال السيوطي في "لباب النقول" (ص ١٤٢): أخرج ابن مردويه وغيره عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة ذات يوم فدعا فقال في دعائه: يا الله يا رحمن، فقال المشركون: انظروا إلى هذا الصابئ، ينهانا أن ندعو إلهين، وهو يدعو إلهين، فأنزل الله .. (٣) من (م). (٤) وبلفظ المصنف ذكره الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٣٠٢)، ولكنه في "الوسيط" ٣/ ١٣٣ ذكره كما يأتي: قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال =