لن نصدقكم، {قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} فيما بعد؛ أتتوبون به من نفاقكم أم تقيمون عليه {ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} من الحسن والسيئ (١).
انصرفتم {إِلَيْهِمْ} من غزوكم {لِتُعْرِضُوا} لتصفحوا {عَنْهُمْ} فلا تؤنبوهم ولا تعذّبوهم {فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ} ودعوهم وما اختاروا لأنفسهم من النفاق والمعصية {إِنَّهُمْ رِجْسٌ} نجس (٢)، قال عطاء: إن عملهم نجس (٣){وَمَأْوَاهُمْ} في الآخرة {جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: نزلت في جدّ بن قيس ومعتِّب بن قشير وأصحابهما، وكانوا ثمانين رجلًا من المنافقين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قدم من المدينة:"لا تجالسوهم ولا تكلّموهم"(٤).
(١) انظر "جامع البيان" للطبري ١/ ١١. (٢) قال الوزير المغربي في "المصابيح" (ل ١٤٤/ ب): الرجس والنجس والخبيث متقاربات المعاني. (٣) انظر "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٨/ ٢٣١. (٤) أورده البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٨٥، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٢٣١. =