فروى الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه قال: لمَّا حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أُميّة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيْ عمّ، إنك أعظم الناس عليّ حقًّا، وأحسنهم عندي يدًا، ولأنت أعظم على حقًّا من والدي، فقل كلمة تجب لك بها شفاعتي يوم القيامة، قل:(لا إله إلَّا الله) أحاجّ لك بها عند الله"، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أميّة: يا أبا طالب؛ أترغب عن مِلّة عبد المطلب، فلم يزالا يُكَلِّمَانِه حتَّى قال آخر شيء تكلّم به: أنا على ملة عبد المطلب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لأستغفرن لك ما لم أُنْهُ" فنزلت {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} الآية. ونزلت (٢) الآية (٣).
(١) كذا ذكره البغوي أيضًا في "معالم التنزيل" ٤/ ٩٩، ولم أجد من أسنده. والذي في "جامع البيان" للطبري ١١/ ٤٠، "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٦/ ١٨٩٢ عن الحسن نحو قول ابن عباس المتقدم. (٢) القصص: ٥٦. (٣) أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ٢/ ٢٨٨ ومن طريقه أحمد في "المسند" =