وهذا خبر من يوسف -عليه السلام- عَمَّا لم يكن في رؤيا الملك، ولكنّه من علم الغيب الذي آتاه الله -عز وجل-، كما قال قتادة: زاده الله علم سنةٍ لم يسألوه عنها (٣).
فقال {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ} أي: يُمْطَرونَ من الغيث: وهو المطر (٤)، وقيل: يُنْقَذون (٥)، من قول العرب: اسْتَغَثْتُ فُلانًا فَأَغَاثَنِي.
{وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} وقرأها أهل الكوفة إلَّا عاصمًا (تعصرون) بالتاء؛ لأن الكلام كله بالخطاب. وقرأ الباقون بالياء، ردًّا إلى
(١) ساقطة من (ك). (٢) قاله الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ١٢٨ - بعد أن نقل عن جماعة من المفسرين تفسير {تُحْصِنُونَ} -: وهذِه الأقوال في قوله (تحصون) وإن اختلفت ألفاظ قائليها فيه، فإن معانيها متقاربة .. (٣) أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٣٢٤، والطبري في "جامع البيان" ١٦/ ١٢٨، وابن المنذر كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٣/ ٤١. (٤) قاله ابن عباس وقتادة ومجاهد والضحاك، أخرجه عنهم الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ١٢٩، وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" عن قتادة ٧/ ٢١٥٤، ونسبه ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٧/ ٥٢٩ إلى جمهور المفسرين. وانظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ٨/ ١٧٦ (غوث). (٥) انظر: "البسيط" للواحدي (١٢٨ أ)، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٧/ ٥٢٩، "تهذيب اللغة" للأزهري ٨/ ١٧٦ (غوث).