على محمد {مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ}. أي: لوجب العذاب وفرغ من هلاكهم؛ لأن الملائكة لا ينزلون إلاَّ بالوحي أو الهلاك {ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ}: لا يُؤَجَّلُوْن، ولا يُمْهَلُوْن.
وقال مجاهد:{لَقُضِيَ الْأَمْرُ} أي: لقامت الساعة (١).
وقال الضحاك: لو أتاهم ملك، في صورته، لماتوا (٢).
وقال قتادة: لو أنزلنا ملكًا، ثم لم يؤمنوا، لعجل لهم العذاب، ولم يُؤَخَّرُوْ طَرْفَة عين (٣).
٩ - {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا}
يعني (٤): ولو أرسلنا إليهم ملكًا {لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا} يعني: في صورة رجل آدمي؛ لأنهم لا يستطيعون النظر إلى الملائكة {وَلَلَبَسْنَا}: ولشبَّهنا وخلطنا {عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ}: يخلطون ويشبهون على أنفسهم، حتى يشكُّوا؛ فلا يدروا: أملك هو أم آدمي؟
(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" عن مجاهد، ٧/ ١٥١، بسند صحيح. وهو عند ابن أبي حاتم بسنده إلى مجاهد (٧١٢٤) وفي "تفسير الثوري" (ص ١٠٦) عن مجاهد، وفي "تفسير مجاهد" ١/ ٢١٢ بتحقيق عبد الرحمن السورتي. وانظر: "زاد المسير" ٣/ ٨، "فتح القدير" ٢/ ١٠٢، القرطبي ٦/ ٣٩٣. (٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٧/ ١٥٢. (٣) "معالم التنزيل" للبغوي ٣/ ١٢٩، "زاد المسير" لابن الجوزي ٣/ ٨، "النكت والعيون" للماوردي ٢/ ٩٥، "الوسيط" للواحدي، ٢/ ٢٥٤. (٤) ليست في (ت).