عَلَيْهِمْ} يعني: القرآن {يَخِرُّونَ} يسقطون {لِلْأَذْقَانِ} يعني (١) على الأذقان، وهي جمع ذقن، وهو مجتمع اللحيين، قال ابن عباس (٢) -رضي الله عنهما-: أراد الوجوه. {سُجَّدًا}.
قد كان {وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} قال مجاهد (٣): هم ناس من أهل الكتاب حين سمعوا ما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- سجدًا وقالوا:{سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا}(أي: وعده بإنزال القرآن وبعث محمد -صلى الله عليه وسلم-)(٤).
١٠٩ - {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ}
(كرر القول لتكرار الفعل منهم)(٥){يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ} نزول القرآن {خُشُوعًا} خضوعًا وتواضعًا لربهم.
قال عبد الأعلى التيمي (٦): من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق
(١) من (م). (٢) أسند إليه الطبري نحوه في "جامع البيان" ١٥/ ١٨٠. (٣) أسند إليه الطبري كذلك في "جامع البيان" ١٥/ ١٨١. (٤) من (م). (٥) من (م). (٦) في (أ)، (ز): نسبه: التيمي، والمثبت من (م)، وهو موافق لما عند الطبري والدارمي وعند البخاري في "التاريخ الكبير" وغيرها، قال البخاري: عبد الأعلى التيمي، روى عنه مسعر بن كدام الكوفي. "التاريخ الكبير" ٦/ ٧٢ (١٧٤٦). ولم يذكر فيه جرحًا، وذكره ابن حبان في "الثقات" ٧/ ١٣١. وقد أسند إليه الإمام الدارمي في "السنن" ١/ ٨٨ نحوه، والطبري في "جامع البيان" ١٥/ ١٨١ - ١٨٢.