٤٨ - قوله عز وجل:{وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا}
يعني: صفًّا صفًّا لا أنهم صف واحد (١)، وقيل: قيامًا (٢).
ثم يقال لهم يعني الكفار، لفظه عام ومعناه خاص (٣): {لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} يعني أحياءً (٤).
(١) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ١٠٦ وقال: هذا مذهب البصريين وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ١٧٦ والواحدي في "الوسيط" ٣/ ١٥٢. والخازن في "لباب التأويل" ٣/ ١٦٦ ونسبه القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٤١٧ لمقاتل وسيأتي ما في "تفسيره". (٢) "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ١٧٦، وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٤١٧. وأورد له شاهدًا رواه ابن منده في "التوحيد"، عن معاذ بن جبل مرفوعًا عن يوم الحشر وفيه: "يا ملائكتي أقيموا عبادي صفوفًا على أطراف أنامل أقدامهم للحساب" وقال: هذا الحديث غاية في البيان في تفسير الآية، ولم يذكره كثير من المفسرين ا. هـ. وهناك قولان آخران في معنى صفًّا صفًّا: أ- جميعاً وهو قول مقاتل في "التفسير" ٢/ ٥٨٨ ونسبه له ابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ١٠٦. ب- أنهم ظاهرون لا يسترهم شيء، وهو قول الزجاج في "معاني القرآن" ٣/ ٣٩٢ والنحاس في "معاني القرآن" ٤/ ٢٥١. (٣) ذكر ابن الجوزي أن في المخاطب بهذِه الآية قولين: أ- أنهم الكل. ب- أنهم الكفار فيكون اللفظ عامًا، والمعنى خاصًّا. "زاد المسير" لابن الجوزي ٥/ ١٠٦ والذي رجحه الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٢٥٧ - ٢٥٨ أن المراد منه الخصوص، وذلك أنَّه يرد القيامة أنبياء ورسل ومؤمنون، ومعلوم أنهم لا يقال لهم {بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا}، وأنَّه إنَّما يقال للمكذبين بالبعث. (٤) هو قول الطبري، ١٥/ ٢٥٧، وقول النيسابوري في "إيجاز البيان" ٢/ ١٣.