ابن مطعم (١)، عن أبيه، قال: لم يسمع أحدٌ الوحي يلقى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أبو بكر الصديق فإنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجده (٢) يوحى إليه فسمع: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُوَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}(٣).
الآية نزلت في الحارث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف، وذلك أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنا لنعلم أن الذي تقول حقّ ولكن يمنعنا من (٤) اتباعك أنّ العرب تخطفنا من أرضنا لإجماعهم على خلافنا ولا طاقة لنا بهم، فأنزل الله تعالى:{وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا}(٥) يعني: مكة (٦).
(١) ثقة عارف بالنسب. (٢) ساقطة من (س). (٣) [٢١٤١] الحكم على الإسناد: فيه الطيالسي متروك، وأبو الحسين الصدائي فيه لين، وفيه من لم أجده. التخريج: أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٠/ ٩٢، عن ابن عباس، وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ٢٩٩، وأورده الطبري في "الرياض النضرة" (٤٨١٦) من خصائص أبي بكر ونسبه لابن البختري. (٤) ساقطة من (س). (٥) الخَطْفُ: الاستلاب والأخذ في سرعة، ومعناه في الآية تخطفنا: تقتلنا وتسلبنا أموالنا، والخُطّاف: هو الطائر الذي يخطف شيئًا في طيرانه. "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (١٥٠ - ١٥١)، "لسان العرب" لابن منظور ٩/ ٧٥. (٦) أخرجه النسائي في "تفسيره" ٢/ ١٤٦ عن ابن عباس: أن الحارث بن عامر بن =