وذلك أن أحياء العرب كانوا يبعثون أيام الموسم من يأتيهم بأخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا جاء سأل الذين قعدوا على الطرق عنه (٣) فيقولون: ساحر وشاعر وكاهن وكذاب ومجنون فيأمرونه بالانصراف ويقولون (له: إنك)(٤) لو لم (تلقه كان خيرًا)(٥) لك: فيقول المسائل: أنا شر وافد إن رجعت إلى قومي دون أن أدخل مكة وأستطلع أمر محمد وألقاه (٦)، فيدخل مكة فيرى أصحاب محمد (٧) - صلى الله عليه وسلم - فيخبرونه بصدقه وأنه نبي مبعوث فذلك قوله عز وجل {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا} وهم المؤمنون {مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا} فإن قيل: لم ارتفع جواب المشركين في
(١) في (أ): قال الملائكة لهم، وفي (م): فقالت لهم الملائكة. (٢) في (م): وقيل: الذين خرجوا. (٣) في (أ): منه. (٤) سقط من (م)، وفي (أ): يقولون له لو لم يلقه. (٥) في (ز)، (م): لو لم تلقه خير. (٦) في (ز): أو ألقاه. (٧) في (ز): رسول الله، وفي (م): النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذلك في "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ١٧، وإنما ذكر البغوي هذا الخبر هكذا ولم يسنده إلى أحد.