قال ابن عباس رضي الله عنهما: وجّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غلامًا من الأنصار يقال له: مدلج بن عمرو إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وقت الظهيرة ليدعوه فدخل فرأى عمر بحالة كره عمر - رضي الله عنه - رؤيته بذلك فقال: يا رسول الله وددت لو أن الله أمرنا ونهانا في حال الاستئذان فأنزل الله تعالى هذِه الآية (١).
وقال مقاتل: نزلت هذِه الآية في أسماء بنت مرثد كان لها غلام كبير فدخل عليها في وقت كرهته، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن خدمنا وغلماننا يدخلون علينا فى حال نكرهها فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ}(٢). لام الأمر.
(١) أخرجه ابن منده كما في "الإصابة" لابن حجر ٦/ ٧٤ مسندًا من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. وذكره ابن حبيب في "تفسيره" ٢١٢/ أ، والحيري في "الكفاية" ٢/ ٦٨/ أ، والواحدي في "أسباب النزول" (٣٣٩)، والبغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٦٠. كلهم عن ابن عباس من غير سند. وهذِه إحدى موافقات عمر - رضي الله عنه -. لذا قال السيوطي في منظومته لموافقات عمر "الحاوي للفتاوى" ٢/ ٣٧٨: وآية في النور هذا بهتان ... وآية فيه بها الاستئذان (٢) انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٢٥٧، "تفسير ابن حبيب" ٢١٢/ أ، "الكفاية" للحيري ٢/ ٦٨/ ب، "أسباب النزول" للواحدي (٣٣٩)، "معالم التنزيل" للبغوي ٦٠/ ٦٠.