وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: أكبر الكبائر الشرك بالله والفرار من الزحف لأن الله تعالى يقول: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ} الآية (٢).
١٧ - قوله عز وجل:{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ} الآية
قال أهل التفسير والمغازي: لمّا ورد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بدر قال: "هذِه مصارع القوم إن شاء الله! "، فلمّا طلعوا عليه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذِه قريش قد جاءت بخيلائها وفخرها (٣) يكذبون رسولك، اللهمّ إنّي أسألك ما وعدتّني" فأتاه جبريل (عليه السلام)(٤) وقال: خذ قبضة من التراب فارمهم بها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمّا التقى
(١) هذا الحديث صحيح بشواهده كما قال الألباني في "إرواء الغليل" ٧/ ٨٩. التخريج: أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ٧/ ٣٠٥ وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٦٠/ ١٩٩ من حديث أم أيمن رضي الله عنها. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" ٢٤/ ١٩١، والحاكم في "المستدرك" ٤/ ٤٥ من حديث أميمة مولاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأخرجه أحمد في "المسند" ٥/ ٢٣٨ حديث رقم (٢٢٠٧٥)، والطبراني في "المعجم الكبير" ٢٠/ ٨٢ من حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه -. (٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٢٠٣ عنه. وله شاهد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في الصحيحين: "اجتنبوا السبعَ المُوبِقَات" وذكر: الشركُ بالله ... والتولِّى يومَ الزَّحْف .. الحديث. أخرجه البخاري كتاب الوصايا، باب قول الله تعالى: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما) (٢٧٦٦)، ومسلم كتاب الإيمان، بَاب بَيَانِ الكَبَائِرِ وَأَكْبَرِهَا (٨٩). (٣) من (ت). (٤) من (س).