قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: يعني إذا عزمت على أن تفعل غدًا شيئًا أو تحلف على شيء أنت فاعله غدًا فقل: إن شاء الله، فإن نسيت الاستثناء ثم ذكرته فقله ولو بعد سنة (١).
وهذا تأديب من الله عَزَّ وَجَلَّ لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: حين سئل عن المسائل الثلاث (٢) أصحاب الكهف، والروح، وذي القرنين، فوعدهم أن يجيبهم عنهن غدًا ولم يستثن (٣).
= وقال الفراء: أنه نهى عن سؤال وفد نجران: عن عدد أهل الكهف، "معاني القرآن" ٢/ ١٣٨. (١) رواه عنه الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٢٢٩، والحاكم في "المستدرك" ٤/ ٣٣٦، والطبراني في "المعجم الكبير" ١١/ ٦٨، "المعجم الأوسط" ١/ ٤٤ (١١٩) والبيهقي في "السنن الكبرى" ١٠/ ٤٨ وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢٣٥٥. وانظر: "الوسيط" للواحدي، ونسبه لسعيد بن جبير ٣/ ١٤٣. "لباب التأويل" للخازن ٣/ ١٦١، "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ١٦٢. (٢) في (ز): الثلاثة. (٣) هذا نص كلام الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٢٢٨. ونص الحديث: قالت اليهود لقريش: سلوه عن الروح، وأصحاب الكهف، وذي القرنين فسألوه، فقال: "ائتوني غدًا أخبركم"، ولم يستثن، فأبطأ عليه الوحي بضعة عشر يومًا، حتى شق عليه، وكذبته قريش. وقد أخرجه ابن المنذر عن مجاهد رحمه الله عزاه له السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٣٩٤، بأطول من هذا، وعزاه له أيضًا المناوي في "الفتح السماوي" ٢/ ٧٩٤. =