يسبِّحون كلما ذكر شيئًا من أمرهم، قال: فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه فقال:"لا تصدقوهم ولا تكذبوهم"{وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}(١).
٤٧ - {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ}
أي: وكما أنزلنا الكتاب عليهم أنزلنا أيضًا إليك الكتاب {فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} يعني: مؤمني أهل الكتاب عبد الله ابن سلام وأصحابه.
{وَمِنْ هَؤُلَاءِ} يعني: أهل مكة {مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ} وهم مؤمنو أهل مكة، وقال محمد بن جرير: فالذين أتيناهم الكتاب ممن كان قبلك يؤمنون به، ومن هؤلاء الذين بين ظَهْرَانَيْكَ اليوم من يُؤْمنُ به (٢){مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ} قال قتادة: إنما يكون الجحد بعد المعرفة (٣).
(١) الحكم على الإسناد: مرسل ورجاله ثقات. التخريج: أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٢١ بسياق مختلف وأن المحدثين كانوا الصحابة ولم يذكر التسبيح، وهو مرسل صحيح. (٢) كعبد الله بن سلام، ومن آمن برسوله من بني إسرائيل. انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٢/ ٦٢. (٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٢١، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٩/ ٣٠٧٠، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٢٤٩ جميعهم عن قتادة.