واختاره أبو حاتم، وقرأ غيرهم: بالياء (١) لقوله: {كُلِّ شَيْءٍ} واختاره أبو عبيد قال: لأنه حال بين الاسم المؤنث والفعل حائل (٢){رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.
٥٨ - قوله عز وجل:{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا}(٣)
أي: أشِرتْ، وطَغَتْ فَكَفَرتْ بربها، قال عطاء بن أبي رباح: أي عاشوا في البطر والأشر فأكلوا رزق الله تعالى وعبدوا الأصنام (٤)، وجعل الفعل للقرية وهو في الأصل للأهل وقد مضت هذِه
= "الإقناع" لابن الباذش (٤٤٠)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٣٤٢، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ٢/ ٣٤٥، "الحجة" لابن زنجلة (٥٤٨)، "البدور الزاهرة" للنشار (٢٤٣)، "معجم القراءات" للخطيب ٧/ ٥٩ - ٦٠، "الحجة" لابن خالويه (٢٧٨). (١) القراءة متواترة، وانظر مراجع الحاشية السابقة، وقد علل ابن زنجلة القراءة بالياء بقوله: لأن تأنيث الثمرات غير حقيقي فإذا كان ذلك كذلك كان بمنزلة الوعظ والموعظة إذا ذُكِّرتْ جاز وإذا أنثت جاز، وقال الأزهري في "معاني القرآن": للتفريق بين الفعل والأسماء بقوله (إليه). انظر: "الحجة" لابن زنجلة (٥٤٨)، "معاني القراءات" للأزهري (٣٦٧). (٢) انظر: "معاني القراءات" للأزهري (٣٦٧). (٣) البَطَر هوْ الأشر، والأشر: شدة المرح، وبَطَرت: تمادت في الغي، وقال الراغب: البطر: دهش يعتري الإنسان في سوء احتمال النعمة وقلة القيام بحقها وصرفها إلى غير وجهها. "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ٧٠، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (٥٠)، "مختار الصحاح" للرازي (٢٣). (٤) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٦/ ٢١٦، ونسبه لعطاء.