حدّثت نفسك بالوفاء ولم تكن ... للغدر خائنة مُغِلَ الإصبع (٢) " (٣)
٢٥ - قوله عز وجل:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً}
أي: اختبارا وبلاء يصيبكم، وقال ابن زيد: الفتنة الضلالة (٤). {لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} اختلفوا في وجه قوله: {لَا تُصِيبَنَّ} من الإعراب، فقال أهل البصرة: قوله: (لا تصيبن) ليس بجواب ولكنّه نهي بعد نهي، فلو كان جوابًا ما دخلت النون.
وقال أهل الكوفة: أمرهم ثمّ نهاهم، وفيه طرف من الجزاء، وإن كان نهيًا. كقوله:{يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ}(٥) أمرهم ثمّ نهاهم، وفيه تأويل الجزاء وتقديره: واتقوا فتنة إن لم تتقوها أصابتكم.
وقال الكسائي: وقعت النون في الجزاء، ثم كان التحذير، ولو
= بِيَمِينِهِ} [الزمر: ٦٧]. ولم يجز ذلك، ولا نقول أصبع كأصابعنا، ولا يد كأيدينا، ولا قبضة كقبضاتنا، لأن كل شيء منه عز وجل لا يشبه شيئًا منا. أهـ. (١) للكلابيِّ، انظر: "تاج العروس" للزبيدي ١١/ ٢٦٣ (صبع). (٢) يقال فلان مُغِلَ الإصبع: إِذا كان خائنًا، والبيت ورد في كتب اللغة انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٨/ ١٩٢ (صبع)، "جمهرة اللغة" لابن دريد ١/ ٣٧٤. (٣) من (ت) و (س). (٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٢١٨ عنه. (٥) النمل: ١٨.