كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

٥٩ - سورة الحشر - ٢٠ - ج: 26 - ص: 263

٢٠ - قوله عز وجل: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ}

في الآخرة، ثم يبين سبحانه أحوالهم، فقال: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} الذين حصلوا على السعادة الدائمة.

٢١ - قوله عز وجل: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ} وركبنا فيه العقل (١).

{لَرَأَيْتَهُ} على صلابته ورزانته (٢) {خَاشِعًا} ذليلًا خاضعًا (٣).

{مُتَصَدِّعًا} متشققًا، أي: قد تطأطأ وتشقق (٤). {مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}، والخاشع: الذليل، والمتصدع: المتشقق (٥).

وقال مقاتل: أمر الله تعالى النَّاس إذا نزل عليهم القرآن أن يأخذوه بخشية وتخشع، فأخبر الله عز وجل أنَّ من شأن القرآن وعظمة أمره وما تضمنه من الوعد والوعيد والقوارع أنَّه لو جعل في الجبل تمييزًا كما جعله في الإنسان، وأنزل عليه القرآن لخشع وتصدع (٦)، أي: تشقق من مخافة الله وخشيته، وفيه دليل على جواز الألم واللذة كما

---

(١) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٤٤.
(٢) انظر: "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٧٨، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٨٧، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٢٢٤.
(٣) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٤٤.
(٤) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ١٥٠، "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٧٨، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٨٧، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٢٢٤.
(٥) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٤٤.
(٦) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٨٧، "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٤٤.