[١٤٠٧] سمعت أبا القاسم الحبيبي (٣) يقول -بحضرة الشيخ الإمام أبي الطيب: لقوله عز وجل: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا} معنيان:
أحدهما: لم نجعله نوعًا واحدًا، بل وعد ووعيد (٤)، وأمر ونهي، ومحكم ومتشابه، وناسخ ومنسوخ، وأخبار وأمثال، مثل تصريف الرياح، وتصريف الأفعال من الماضي إلى المستقبل، ومن الفاعل إلى المفعول ونحوها.
والثاني: أنه لم ينزله مرة واحدة، بل نجومًا مثل قوله:{وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ}(٥) ومعناه: أكثرنا صرف جبريل عليه السلام إليك به (٦)(٧).
(١) قال ابن جني: ومن ذلك قراءة. الحسن: (صَرَفْنا) خفيف الراء. "المحتسب" ٢/ ٢١. (٢) ساقطة من (ز). (٣) في (ز): حبيب، وهو الحسن بن محمد، قيل: كذبه الحاكم. (٤) قد سبق نحو هذا في معاني (مثاني). (٥) الإسراء: ١٠٦. (٦) قول الزمخشري أوفق للمدلول حيث قال: يجوز يريد بهذا القرآن إبطال إضافتهم إلى الله البنات؛ لأنه مما صرفه وكرر ذكره، والمعنى: ولقد صرفنا القول في هذا المعنى في مواضع من التنزيل (ليذكّروا) .. أي: كررناه ليتعظوا ويعتبروا ويطمئنوا إلى ما يحتج به عليهم. "الكشاف" ٢/ ٣٦٢. (٧) [١٧٠٤] الحكم على الإسناد: أبو القاسم شيخ المصنف كذبه الحاكم.