الساكنين، والجزم يُحرَّك إلى الكسرة، قال أبو حاتم: وهي لغة سُفْلي وروى (١) يحيى بن آدم، عن أبي بكر، عن عاصم بكسر الياء والهاء وتشديد الدال، اتبع الكسرة الكسرة، وقيل: هو على لغة من يقرأ (نِعبد) و (نِستعين)(٢){فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}(٣) ونحوها.
وقرأ أبو عمرو بين الفتح والجزم على مذهبه في الإخفاء.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف بجزم الهاء وتخفيف الدال، على معنى يهتدي، يقال: هديتُهُ فَهَدى؛ أي اهتدى (٤)، كما يقال: جبرته فجبر ونقصته فنقص.
{إِلَّا أَنْ يُهْدَى} في معنى الآية وجهان: فصرفها قوم إلى الرؤساء والمضلين؛ أراد لا يُرْشِدون إلا أن يُرشَدوا (٥).
(١) في (ت): وقرأ. (٢) في (ت): {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)} [الفاتحة: ٥] (٣) هود: ١١٣. (٤) قال الفراء: العرب تقول: هدى واهتدى بمعنى واحد، وهما جميعًا في أهل الحجاز. وانظر توجيه القراءات السابقة في "الحجة" لأبي زرعة (ص ٣٣٢)، "الحجة" لابن خالويه (ص ١٨١)، "الحجة" للفارسي ٤/ ٢٧٤ - ٢٧٧، "الكشف عن وجوه القراءات السبع" لمكي ١/ ٥١٨ - ٥١٩. (٥) حكاه القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٣٤١، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ٣١.