عصيت إليها القلب إني لأمرها ... مطيع فما أدري أرشد طلابها (٣)
أراد: أرشد أم غيّ، فحذف لدلالة الكلام عليه، قالوا: وهذا فعل مجموع مقدم كقولهم: أكلوني البراغيث، وذهبوا أصحابك (٤)(٥).
وقال آخرون: تمام الكلام عند قوله: {لَيْسُوا سَوَاءً} وهو وقف؛ لأن ذكر الفريقين من أهل الكتاب قد جرى في قوله:{مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} ثم قال: {لَيْسُوا سَوَاءً} يعني: المؤمنين والفاسقين، ثم وصف الفاسقين فقال:{لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى} ووصف المؤمنين {أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} فهو مردود على أول الكلام، وهذا
(١) ساقطة من الأصل، وفي (ن): إحدى، والمثبت من (س). (٢) أبو ذؤيب الهذليّ خويلد بن خالد مخضرم. انظر: "الأغاني " لأبي الفرج الأصفهاني ٦/ ٥٦ - ٦١، "خزانة الأدب" للبغدادي ١/ ٢٠١ - ٢٠٣. (٣) انظر البيت الشعريّ في "ديوان الهذليين" ١/ ٧٢، "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٣٠، "جامع البيان" للطبري ٤/ ٥٢، "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٥/ ٤٧٦، وفي الكل اختلاف (فعاصاني إليها، ودعاني إليها، وعصيت إليها). (٤) هو قول أبي عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ١٠١ - ١٠٢. وانظر: "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٥/ ٤٧٦. (٥) قال مكي في "مشكل إعراب القرآن" ١/ ١٥٣: وهذا بعيد لأن المذكورين قد تقدموا قبل: ليس، ولم يتقدم في أكلوني البراغيث شيء، فليس هذا مثله. وانظر: "التبيان" للطوسيّ ٢/ ٥٦٣، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ٢٧٤، "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٣١، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٥٩.