الذنوب والعيوب والأدناس التي تكون في الناس، كما يُمسح الشيء من الأذى الَّذي يكون فيه فيطهر، {عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} لا ابن الله، بل (١){رَسُولَ اللَّهِ} لا كما قالت اليهود، رد بهذا على اليهود والنصارى جميعًا، {وَكَلِمَتُهُ} يعني: قوله: كن، فكان بشرًا من غير أب، وذلك قوله:{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} الآية (٢).
وقيل: هي بشارة الله مريم بعيسى -عليه السلام-، ورسالته إليها على لسان جبريل، وذلك قوله تعالى:{إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ} الآية (٣)، وقال:{مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ}(٤)(٥).
{أَلْقَاهُا إِلَى مَرْيَمَ} يعني: أعلمها وأخبرها بها، كما يقال: ألقيت إليك كلمة حسنة (٦)، {وَروحٌ مِنْهُ} قال بعضهم: معناه: ونفخه منه، وذلك أن جبريل -عليه السلام- نفخ في درع مريم (٧)، فحملت بإذن الله فقال {وَرُوحٌ مِنْهُ} لأنه بأمره كان، وسمى النفخ روحًا، لأنه ريح تخرج من الروح، وقال ذو الرمة:
(١) من (م). (٢) آل عمران: ٥٩. (٣) آل عمران: ٤٥. (٤) انظر: "جامع البيان" للطبري ٦/ ٣٥، وقوله: {مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ} هذه في يحيى، وليست في عيسى عليهما السلام. (٥) آل عمران: ٣٩. (٦) انظر: "جامع البيان" للطبري ٦/ ٣٥. (٧) أي: لباسها، لأنه درع لها يحميها ويسترها. انظر: "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (درع).