الله فيكما. قال فأبيا إلَّا حبه وإِلْفَته (١) حيث كان، وجعلا يعجبهما (٢) ما يريان من فهمه وعقله. وقد كان رأيا حين أدخلا السجن رؤيا فأتيا يوسف، فقال له الساقي: أيها العالم إنِّي رأيت كأني في بستان فإذا أنا (٣) بأصل حبلة عليها ثلاثة عناقيد من عنب فجنيتها، وكان كأس الملك بيدي فعصرتها فيه، وسقيت الملك فشربه.
وقال الخباز: إنَّي رأيت كأن فوق رأسي ثلاث سلال فيها من (٤) الخبز وألوان الأطعمة، فإذا بسباع (٥) الطير تنهش منه فذلك قوله -عز وجل-: {قَالَ أَحَدُهُمَا} يعني: نبو {إِنِّي أَرَانِي} أي: رأيتني {أَعْصِرُ خَمْرًا} عنبًا بلغة عمان (٦)، يدل عليه قراءة ابن مسعود - رضي الله عنه - (أَعْصِرُ عِنَبًا)(٧).
(١) في (ن): وإلفه. (٢) في (ن): يعجبان. (٣) من (ك). (٤) من (ن). (٥) في (ن)، (ك): سباع. (٦) قاله الضحاك، أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٩٧، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢١٤٢، والنحاس في "معاني القرآن" ٣/ ٤٢٦. وقاله ابن عباس، حكاه عنه ابن حبيب في "تفسيره" (١٢٠ ب). وينظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ٧/ ٥٠٨، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٢٢٣. (٧) أخرجها عنه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢١٤٢، وحكاها ابن جني في "المحتسب" ١/ ٢٤٣، وابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٧٨.