وقيل: تمَّ الكلامُ عند قوله: {حَرَّمَ رَبُّكُمْ} قال: {عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا} على الإغراء (٣).
وقال بعضهم (٤): موضع أن رفع، معناه: هو أن لا تشركوا، خبر ابتداء مضمر، وما بعده يجوز أن يكون في محل النصب؛ عطفًا على قوله:{أَلَّا تُشْرِكُوا} وأن لا (٥)، ويجوز أن يكون جزمًا؛ على النهي، كقوله:{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(٦): فعطف بالنهي على الخبر (٧)، كما قال الشاعر (٨):
حجَّ وأوصى بسُلَيْمى الأعبُدا ... ألا تُرى ولا تُكلِّم أحدا
(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٨١. (٢) ذكر هذِه الأقوال ابن الشجري في "الأمالي" ١/ ٧٣ - ٧٤. وانظر "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٧/ ١٣١. (٣) "التبيان في إعراب القرآن" للعكبري ١/ ٢٦٥، وقال أبو حيان في "البحر المحيط" ٤/ ٢٥١: وهذا بعيد؛ لتفكيك الكلام عن ظاهره. (٤) جوَّزه مكي في "مشكل إعراب القرآن" ١/ ٢٧٧، والطبري في "الجامع" ٨/ ٨١. (٥) جاء في الأصل بتكرار قوله (وأن لا) وفي نسخة (ت) (وأن) مكرره، ولعله خطأ من الناسخ. (٦) الأنعام: ١٤. (٧) بياض في الأصل. (٨) الأبيات من الرجز، وهي عند الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٣٦٤، والطبري في "جامع البيان" ١٢/ ٢١٦. وقال محققه الأستاذ محمود شاكر: لم أعرف قائله.