وقال بعضهم: أراد به المسح على الخفين لقرب الجوار، كقولهم: غمر الرداء، أي: واسع الصدر، ويقال: قبل رأس الأمير، ويده، ورجله، وإن كان في العمامة رأسه، وفي الكم يده، وفي الخف رجله.
وفي الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ركع وضع يديه على ركبتيه (١)، وليس المراد أنَّه لم يكن بينهما حائل، وقال الله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤)} قال كثير من المفسرين: أراد: وقلبك فطهر.
قال همام بن الحارث (٢): باب (٣) جرير بن عبد الله فتوضأ، ومسح
(١) قطعة من حديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ٢/ ٧٨ (٢٥٣٦)، وأبو داود كتاب الصلاة، باب رفع اليدين في الصلاة (٧٢٦)، والترمذي كتاب الصلاة، ما جاء في وضع الركبتين قبل اليدين في السجود (٢٦٨) وصححه، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٢/ ٨٥، وابن خزيمة في "صحيحه" ١/ ٢٩٨ (٥٨٩)، والدارمي في "السنن" (١٣٩٧)، وابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" ٥/ ١٧٠ (١٨٦٠) من طرق عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر به، وهذا سند صحيح. وله شاهد من حديث أبي مسعود، أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنفا ١/ ٧٨ (٢٥٣٥)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/ ٢٢٩. وشاهد من حديث عبد الملك بن عمير، عن أبيه، أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" ٢/ ٣٠٤ (٢٠٥٠). (٢) همام بن الحارث بن قيس بن عمرو النخعي، ثقة، عابد، حجة، كان الناس يتعلمون من هديه وسمته، وكان طويل السهر، توفي في زمن الحجاج. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد ٦/ ١١٨، "سير أعلام النبلاء" للذهبي ٤/ ٢٨٣، "تهذيب التهذيب" لابن حجر ٤/ ٢٨٣. (٣) في (ت): قال. وهو خطأ.