وأجراه آخرون على الفعل المجهول، وجعلوا الكاتب والشهيد مفعولين، وقالوا: أصله لا يُضارَرُ، ومعنى الآية: هو أن الرجل يدعو الكاتب أو الشهيد (٣)، وهما على حاجةٍ مهمة؛ فيقولان: إنا مشغولان، أو لنا (٤) حاجة مهمة؛ فاطلبْ غيرنا. فيقول الذي يدعوهما: إن الله أمركما (٥) أن تجيبا في الكتابة والشهادة. ويلح عليهما، ويشغلهما عن حاجتهما. فنهى الله تعالى عن ذلك، وأمر أن يطلب غيرهما (٦).
وقال الربيع بن أنس: لما نزلت هذِه الآية: {وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ}{وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا} كان أحدهم يجيء إلى
(١) رواه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ١١٠، والطبري في "جامع البيان" ٣/ ١٣٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٥٦٧ (٣٠٢٦)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ١٠/ ١٦١. (٢) رواه الطبري في "جامع البيان" ٣/ ١٣٥، ٤/ ٢٩٩. (٣) في (ش)، (ح): والشاهد. (٤) كذا في هامش الأصل. وفي الأصل: أو على. وفي (ش): على. وفي (ح): وعلى. وفي (أ): أو إنا على. (٥) في (ح): يأمركما. (٦) وهو قول ابن عباس -في رواية مقسم وعلي بن أبي طلحة والعوفي- ومجاهد، وعكرمة، وغيرهم. انظر "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ١٠٠)، "جامع البيان" للطبري ٣/ ١٣٥ - ١٣٦، "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٢/ ٥٦٧، "الدر المنثور" للسيوطي ١/ ٦٥٦ - ٦٥٧.