{تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} قرأه العامّة (بالنون) في محل الرفع عطفًا على قوله: {تُقَاتِلُونَهُمْ}(١)، وفي حرف أُبي:(أو يسلموا) بمعنى حتّى يسلموا (٢)، كقول امرئ القيس:
أو نموت فنعذرا (٣).
{فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ} يعني عام الحديبية (٤){يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} وهو النّار (٥).
قال ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: لمّا نزلت هذِه الآية قال أهل الزَّمانة (٦):
= البغوي في "تفسيره" ٧/ ٣٠٣. وقد رجح الإمام الطبري رحمه الله أنهم رجال أولو بأس شديد، حيث لم يعين لنا الدليل فرقة بعينها، وهذا ما ذهب إليه أبو حيان في "تفسيره". انظر: "تفسير الطبري" ٢٦/ ٨٣ - ٨٤، "البحر المحيط" ٨/ ٩٤. (١) انظر: "بحر العلوم" ٣/ ٢٥٥، "المحرر الوجيز" ١٣/ ٤٥٠، "البحر المحيط" ٨/ ٩٤. (٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٦٦ ولم ينسبه، الطبري في "تفسيره" ٢٦/ ٨٤ وذكر أنها قراءة مخالفة للمصاحف، القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ٢٧٣، "القراءات الشاذة" (ص ١٤٣). (٣) جزء من شطر بيت لامرئ القيس، وهو: فقُلْتُ لَهُ لا تَبْكِ عَيْنُكَ إِنَّما ... نُحَاوِلُ مُلْكًا أَو نَمُوتَ فنُعْذَرَا والبيت من الطويل. انظر: "ديوان امرئ القيس" (ص ٦٦)، و"خزانة الأدب" ٣/ ٦٠١. (٤) انظر: "الوجيز" للواحدي ٢/ ١٠١٠، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٣٠٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٢٧٣. (٥) انظر: "تفسير الطبري" ٢٦/ ٨٥، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٣٠٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٢٧٣. (٦) الزَّمانة: مرض يدوم. "المعجم الوسيط" ١/ ٤٠١.