وقال عبد العزيز بن يحيى الكناني: كان يضربه موسى اثنتي عشرة ضربة، فكان يظهر على موضع كل ضربة مثل ثدي المرأة ثم يعرق وهو الانبجاس، ثم ينفجر بالأنهار المطّردة (١). فذلك قوله عز وجل:{فَانْفَجَرَتْ} وفي الآية إضمار واختصار، تقديرها (٢): فضرب فانفجرت. أي: سالت، وأصل الانفجار: الانشقاق والانتشار، ومنه: فجْر النهار.
وقوله:{مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} قراءة العامة بسكون الشين على التَّخفيف. وقرأ العباس بن الفضل الأَنْصَارِيّ بفتح الشين على الأصل (٣). وقرأ أبو جعفر: بكسر الشين (٤).
{قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} أي: موضع شربهم، ويكون بمعنى المصدر، مثل: المدخل والمخرج والمطلع.
= الأنبياء، باب ٢٨ (٣٤٠٤)، والتِّرمذيّ كتاب التفسير، باب ومن سورة الأحزاب (٣٢٢١)، والطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٥٢، من طرق عن أبي هريرة مرفوعًا. (١) "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٠٠. (٢) في (ت): تقديره. (٣) روى ابن الأنباري في "المذكر والمؤنث" (ص ٦٣٢) هذِه القراءة بسنده عن الأَعمش والعباس بن الفضل الأَنْصَارِيّ. وانظر: "المحتسب" لابن جنِّي ١/ ٨٥، "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٦)، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٣٩١. (٤) "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٥)، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ١٥٢، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٣٩١، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ١/ ٣٩٥.