وقيل: ردّ الهاء (١) إلى الصلاة؛ لأن الصبر داخل في الصلاة كقوله -عزَّ وجلَّ-: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}(٢) ولم يقل: يرضوهما، لأن رضا الرسول داخل في رضا الله -عزَّ وجلَّ-، فردّ الكناية إلى الله، قال الشاعر:
إن شَرْخَ الشباب والشَّعَرَ الأسـ. . . ـودَ ما لمْ يُعاصَ كانَ جُنُونا (٣)
ولم يقل: يُعاصيا، ردّه إلى الشباب؛ لأن الشعر الأسود داخل فيه.
وقال الحسين بن الفضل: ردّ الكناية إلى الاستعانة (٤). معناه: وإنّ الاستعانة بالصبر والصلاة. {لَكَبِيرَةٌ} أي: ثقيلة شديدة {إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} يعني: المؤمنين (٥).
(١) سقطت من (ت). (٢) التوبة: ٦٢. (٣) البيت لحسان بن ثابت - رضي الله عنه -. "ديوان حسان" (ص ٢٤٧)، "الكامل" للمبرد ٢/ ٩١، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٢٥٨، "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص ٢٨٨)، "تهذيب اللغة" للأزهري ٧/ ٨١ (شرح)، "البسيط" للواحدي ٢/ ٨٢٩، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٣٤١ وغيرها. و(شرح الشباب): أوله ونضارته وقوته. وقوله: (ما لم يعاص) أي: ما لم يُعصَ. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٧/ ٧٤ (شرح). (٤) "البسيط" للواحدي ٢/ ٨٢٩، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٨٩. (٥) أُثر هذا القول عن مجاهد. أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" ١/ ٢٦١، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ١٣٢، وعزاه لعبد بن حميد. وذكر هذا التفسير أيضًا: =