وأصله من صاب يصوب صوباً، إذا نزل من علوٍّ إلى سُفل (١)، قال الشاعر:
فَلستَ لإنسيٍّ ولكن لملأكٍ. . . تنزَّل من جوّ السماء يصوبُ (٢)
أي ينزلُ. فسُمي المطر صيباً؛ لأنه ينزل من السماء.
واختلف النحاة في وزنه من الفعل، فقال البصريون: هو على وزن (فَيعِل) بكسر العين، ولا يوجد هذا المثال إلا في المعتلّ نحو: سيِّد وميِّت وليِّن وهيِّن (وضيِّق وطيِّب)(٣). وأصله: صَيْوب فجُعلت الواو ياء، وأدغمت إحدى اليائين في الأخرى.
وقال الكوفيون: هو وأمثاله على وزن فَعْيِل وأصله: صَيْيِب فاستثقلت الكسرة على الياء، فسُكنت وأدغمت إحداهما في الأخرى، وحركت إلى الكسرة (٤).
(١) "جامع البيان" للطبري ١/ ١٤٨، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٩٤، "البسيط" للواحدي ٢/ ٥٧٢. (٢) اختلفوا في نسبة هذا البيت، فقيل: لرجل من عبد القيس، جاهلي، يمدح بعض الملوك، وقيل: لأبي وجزة يمدح عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - وقيل: لعلقمة بن عبدة. انظر "الكتاب" لسيبويه ٤/ ٣٨٠، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٣٣، "جامع البيان" للطبري ١/ ١٤٨، "المفضليات" للضبي (ص ٣٩٤) وغيرها. (٣) ساقطة من (ت). (٤) انظر "جامع البيان" للطبري ١/ ١٤٨، "الوسيط" للواحدي ٢/ ٥٧٣، "إملاء ما من به الرحمن" للعكبري ١/ ٢٢، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ١٨٦.