والكفر: هو الجحود والإنكار، وأصله من الكفْر وهو التغطية والستر، ومنه قيل للحراث كافر؛ لأنَّه يستر البذر (في الأرض)(٢)، قال الله تعالى:{أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ}(٣) يعني: الزراع، وقيل للبحر: كافر، ولليل: كافر.
وقال لبيد:
حَتّى إذا ألْقَتْ يدًا في كافِرٍ. . . وَأجَنَّ عوْراتِ الثُّغورِ ظلامها (٤)
وقال أيضاً (٥):
في ليلة كفَر النجُومَ غَمَامُهَا (٦)
= وقد ورد نحوه عن ابن عباس، أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١/ ١٠٨، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٤٢ (٩٢)، وذكره ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٢٧٦، والسيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٦٥. وهذا القول هو اختيار ابن جرير. (١) "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ١٧٨. (٢) ساقطة من (ش)، (ف)، (ت). (٣) الحديد، من الآية ٢٠. (٤) البيت من معلَّقة لبيد. وقوله: ألقت يعني: الشَّمس بدأت في المغيب. والكافر: الليل؛ لأنَّه يستر ويغطي ما حوله. وأجن: ستر. عورات الثغور: المواضع التي تأتي المخافة منها. انظر "ديوان لبيد" (ص ١٧٦)، "لسان العرب" لابن منظور ١٢/ ١٢١. (٥) في (ش)، (ف): آخر. (٦) هذا عجز بيت للبيد بن ربيعة، وصدره: =