وقال زر بن حبيش وابن جريج وابن واقد: يعني بالوحي، نظيره قوله: {أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (٣٥)} (١) وقوله: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (٢٦)} (٢). وقوله: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤)} (٣)(٤).
وقال الحسن: يعني (٥) الآخرة (٦). وقال عبد الله بن هانئ: هو ما غاب عنهم من علوم القرآن.
وروى زيد بن أسلم (٧)، عن أبيه (٨)، عن عمر بن الخطاب أنَّه
(١) النجم: ٣٥. (٢) الجن: ٢٦. (٣) التكوير: ٢٤. (٤) "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٦٢، "لباب التأويل" للخازن ١/ ٣٠. (٥) في (ش): يعني به. (٦) "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٦٢، والخازن ١/ ٣٠، "غرائب التفسير" للكرماني ١/ ١١٥، "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٢٠. فائدة: قال ابن عطية بعد أن ذكر عددًا من الأقوال في المراد بالغيب: وهذِه الأقوال لا تتعارض، بل يقع الغيب على جميعها، وقال ابن كثير: وأمَّا الغيب المراد هاهنا فقد اختلفت عبارات السلف فيه، وكلها صحيحة ترجع إلى أنَّ الجميع مراد. "المحرَّر الوجيز" لابن عطية ١/ ٨٤، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١/ ٢٦٥. (٧) ثقة، عالم وكان يرسل. (٨) أسلم العدوي مولاهم، أبو خالد، ويقال: أبو زيد. قيل: إنه حبشي، وقيل: من سبي عين التمر -بلد بالحجاز- أدرك زمن النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وروى عن أبي بكر ومولاه عمر وعثمان وغيرهم. وهو ثقة مخضرم، مات سنة (٨٠ هـ) وقيل: بعد سنة (٦٠ هـ)، وهو ابن أربع عشرة ومائة سنة. "تهذيب التهذيب" لابن حجر ١/ ١٣٦، "تقريب التهذيب" لابن حجر (٤١٠).