وقال عمرو بن شعيب: نزلت في مَرْثَد الغَنَويّ وعَنَاق، وكان مرثد رجلًا شديدًا، وكان يقال له: دُلْدُل (٢)، وكان يأتي مكّة فيحمل ضعفة المسلمين (٣) إلى رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -، وكانت عناق صديقته في الجاهلية فلما أتى مكّة دعته عناقٌ إلى نفسها، فقال مرثد - رضي الله عنه -: إن الله تعالى حرم الزنا. قالت: فانكحني. فقال حتَّى أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فسأل عنه، فأنزل الله تعالى هذِه الآية (٤)، وقد مضت القصة
(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ٧٣ عنه مختصرًا وذكره الواحدي في "أسباب النزول" (٣٢٩) عنه بلا إسناد نحوه. وهذا هو القول الثَّاني فتكون الآية مخصوصة في هذا الرجل من المسلمين. (٢) الدُّلْدُل: القنفد، فيحتمل أنها شبهته بالقنفذ؛ لأنَّه أكثر ما يظهر بالليل؛ ولأنه يخفي رأسه في جسده ما استطاع. "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ١٢٩، "لسان العرب" لابن منظور ١١/ ٢٤٩ (دلل). (٣) في (م)، (ح): من المسلمين. (٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ٧١ عنه مرسلًا. وأخرجه أبو داود، كتاب النكاح، باب في قوله تعالى: {الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً} (٢٠٥١)، والترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة النور (٣١٧٧)، وقال: حسن غريب، والنَّسائيُّ، كتاب النكاح، باب تزويج الزانية ٦/ ٦٦ - ٦٧، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٥٢٦، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ١٨٠ (٢٧٠١)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والبيهقيّ في "السنن الكبرى" ٧/ ١٥٣، وابن عبد البر في "الاستيعاب" ٣/ ٤٤٢. جميعهم من طريق عبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده =