قال ابن عباس: معنى الآية {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ} أي: أهل قرية (١)
{أَهْلَكْنَاهَا} أن (٢) يرجعوا بعد الهلاك، وعلى هذا التأويل تكون {لَا} صلة (٣) مثل قول العجاج:
في بئر لا حور سرى وما شعر (٤)
أي: في بئر حور.
وقال آخرون: الحرام بمعنى الواجب (٥) كقول الخنساء:
فإن حراما لا أرى الدهر باكيا ... على شجرة إلا بكيت على عمرو (٦)
وعلى هذا القول تكون {لَا} ثابتة (٧).
قال جابر الجعفي: سألت أبا جعفر عن الرجعة فقرأ هذِه الآية (٨).
(١) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٣٥٤، "لباب التأويل" للخازن ٣/ ٣٢١. (٢) في (ج): أي. (٣) انظر: "البيان" لابن الأنباري ٢/ ١٦٥، والمقصود بقوله: صلة، هي الزيادة كما أشار إلى ذلك بقوله: مقحمة صلة، انظر النص المحقق (٤٣٢). (٤) "ديوان العجاج" (١٤)، والمقصود من البيت: أي أنه هلك حيث ألقي في البئر دون أن يشعر ويعلم بها. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (حور)، (سرا)، (شعر). (٥) انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٨/ ٢٤٦٧ (١٣٧٢٥ - ١٣٧٢٧) عن ابن عباس وعكرمة وقتادة، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١١/ ٣٤٠. (٦) لم أقف عليه في "ديوان الخنساء"، وهو في "لسان العرب" منسوبًا لعبد الرحمن ابن جمانة المحاربي. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (حرم). (٧) انظر: "البيان" لابن الأنباري ٢/ ١٦٥، والمقصود من قوله: ثابتة، أي: أصلية في مقابل قوله: صلة. (٨) انظر: "جامع البيان" للطبري ١٧/ ٨٦، وإسناده ضعيف.