قال سعد بن أبي وقّاص: أنزل القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتلاه عليهم زماناً فكأنهم ملّوا، فقالوا: يا رسول الله لو حدّثتنا! فأنزل الله تعالى قوله: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ}(١) الآية. فقالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا! فأنزل الله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}. الآية. فقالوا: يا رسول الله لو ذكرتنا ووعظتنا! فأنزل الله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}(٢)، فدلّهم الله تعالى في هذِه الآية على أحسن القصص (٣).
واختلف الحكماء فيها لِمَ سُميت أحسن القصص من بين الأقاصيص؟
فقيل: سمّاها أحسن القصص؛ لأنه ليست فيها (٤) قصة في القرآن
(١) الزمر: ٢٣. (٢) الحديد: ١٦. (٣) حديث حسن. أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده، كما في "المطالب العالية" ٨/ ٥٩٧، وابن حبَّان في "صحيحه" ١٤/ ١٩٢، وأبو يعلى في "مسنده" ٢/ ٨٧، والطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٥٥٤، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢٠٩٩، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٣٤٥، والواحدي في "أسباب النزول" (١٨٢). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١٠/ ٢١٩: فيه الحسين بن عمرو العنقزي، وثقه ابن حبَّان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت: قد تابعه إسحاق بن راهويه وهو حافظ إمام. انظر: "سير أعلام النبلاء" للذهبي ١١/ ٣٥٨. وقد حسّن الحافظ ابن حجر هذا الحديث، انظر: "المطالب العالية" ٨/ ٥٩٧. (٤) من (ك).