وقيل:{إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} من احتباس الفريقين في البرزخ ما بين الموت والبعث.
وقال الزجاج (٢): في هذِه الآية أربعة أقوال: قولان منها لأهل اللغة، وقولان لأهل المعاني.
فأما أحد قولي أهل اللغة، فإنهم قالوا: إلَّا ها هنا بمعنى: سوى، كما تقول في الكلام:(ما كَانَ مَعَنَا رَجُلٌ إِلا وَاحِدٌ)(٣). ولِيّ عَليكَ ألفُ درهم إلا الأَلْفَانِ (٤) التي لِيَ عَليكَ، فالمعنى: ما دامت السماوات والأرض سوى ما شاء ربك من الخلود (٥).
والقول الثاني (٦): أنَّه استثناء من الإخراج، وهو لا يريد أن يخرجهم كما تقول في كلام: أَرَدْتُ أَنْ أَفْعَلَ كَذَا إِلا أَنْ أَشَاءَ غَيْرَه
(١) انظر: "تفسير ابن حبيب" (١١٣ أ). (٢) انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٧٩، "تفسير بن حبيب" (١١٣ أ). والزجاج: إبراهيم بن السري، أبو إسحاق البغدادي النحوي، المعروف بالزجاج، من أهل الفضل والدين، له مصنفات من أشهرها "معاني القرآن وإعرابه"، "الجمل في النحو"، ت: ٣١١ هـ. انظر: "بغية الوعاة" للسيوطي ١/ ٤١١، "سير أعلام النبلاء" للذهبي ١٤/ ٣٦٠. (٣) في (ن): ما معنا رجل إلا زيد. (٤) في (ك): إلا ألفان. (٥) وقد اختار هذا القول الفراء في "معاني القرآن" ٢/ ٢٨، وذكره النحاس في "معاني القرآن" ٣/ ٣٨٢. (٦) ينظر أيضاً "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٨.