ومعنى الآية: فلم تكن قرية؛ لأن في الاستفهام ضربًا من الجحد (١){كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ} عند معاينتها العذاب {فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا} في وقت البأس {إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ} فإنه نفعهم إيمانهم في ذلك الوقت لِمَا علم الله تعالى من صدقهم. قال أهل النحو:{قَوْمَ} منصوب على الاستثناء المنقطع، وإن شئت قلت من غير جنسه؛ لأن القوم مستثنى من القرية، ومنجّون من مُهلكين وتقديره: لكن قوم يونس (٢)،
= وبلا نسبة في "الجنى الداني" للمرادي (ص ٦٠٦)، "الأشباه والنظائر" ١/ ٢٤٠، "همع الهوامع" للسيوطي ١/ ١٤٨، "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ١٩٢. والنيب: النوق المسنّة، وضوطرى: حمقاء، والمعنى كما قال المالقي في "رصف المباني" -صلى الله عليه وسلم-: أي: لولا تبارزون الكمي أو تغلبون أو تقتلون أو نحو ذلك. (١) انظر "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ١٥١. وقال ابن هشام في "مغني اللبيب" (ص ٣٦٣): والظاهر أن المعنى على التوبيخ -أي: فهلا كانت قرية واحدة من القرى المهلكة ثابت عن الكفر قبل مجيء العذاب فنفعها ذلك. وهو تفسير الأخفش والكسائي والفراء والنحاس. (٢) أورده النحاس في "إعراب القرآن" ٢/ ٢٦٨، وقال: هذا قول الكسائي والأخفش والفراء. وهو في "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٧٩، "إملاء ما من به الرحمن" للعكبري ٢/ ٣٣، "إعراب القرآن" للهمداني ٢/ ٥٩٤. وقد حرر الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٧٠ - ١٧١ هذا المعنى تحريرًا ماتعًا.