وكأنّها بالجزع جزعُ تَتابُع ... وأُولات ذي العَرجَاء نَهبٌ مُجمَع
أي: مجموع.
{وَشُرَكَاءَكُمْ} فيه إضمار؛ أي: وادعوا شركاءكم (١) " أي: آلهتكم واستعينوا بها، وكذلك هو في مصحف أبي - رضي الله عنه -: (وادعوا شركاءكم). وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق وعيسى وسلام ويعقوب (شركاؤكم) رفعًا (٢) على معنى: فأجمعوا أمركم أنتم وشركاؤكم. أي: وليُجْمع معكم شركاؤكم (٣)، واختار أبو عبيد وأبو حاتم النصب؛ لموافقة الكتاب، وذلك أنَّه ليس فيه واو (٤){ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً} أي خفيًّا مظلمًا ملتبسًا مبهمًا، من قولهم:(غُمّ الهلال على الناس) إذا أشكل عليهم فلم يتبينوه (٥)، قال طرفة (٦):
(١) "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٧٣، "جامع البيان" للطبري ١١/ ١٤٢. (٢) "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٨٦، "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٦٢)، "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ١٧٨. (٣) قال ابن الجزري في "النشر في القراءات العشر" ٢/ ٢٨٦: ويحتمل أن يكون مبتدءًا محذوف الخبر للدلالة عليه، أي: وشركاؤكم فليجمعوا أمرهم. (٤) وكذا اختاره الفراء والطبري في الموضعين السابقين. الحق أنهما قراءتان صحيحتان متواترتان، لا ينبغي الترجيح بينهما، ومن قرأ بأيهما فهو مصيب. (٥) "جامع البيان" للطبري ١١/ ١٤٢، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ١٤٣، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ١٣٢. (٦) البيت له في "ديوانه" (ص ٤٠)، "تهذيب اللغة" للأزهري ١٦/ ١١٥، "الجامع =