قال عوف بن أبي جميلة: كان أشياخنا يقرؤونها كذلك نحو (ادْهامَّ الفرس) و (اكْمَأتّ)(١)، وقرأ أبو رجاء وأبو العالية والشعبي والحسن والأعرج (وَأَزْيَنَتْ) على مثال (أَفْعَلَتْ) مقطوعة الألف ساكنة الزَّاي (٢)، قال قطرب: معناه أتت بالزينة (٣)، كقوله: أَحْمَرَ وأدْام وأَذْكَرَتِ المرأةُ وأنْثَت.
{وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا} أخبر عن الأرض والمعنى للنبات إذ كان مفهومًا (٤)، وقيل: ردّه إلى الغَلّةِ (٥)، وقيل: إلى الزينة (٦){أَتَاهَا أَمْرُنَا}(قضاء أمرنا)(٧) بإهلاكها {لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا} مقطوعة مقلوعة (٨)، وهي محصودة صُرِفَت إلى حصيد {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ} تكن {بِالْأَمْسِ} وأصله من غنى
(١) ذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ١١٤. (٢) "المحتسب" لابن جني ١/ ٣١١، "جامع البيان" للطبري ١١/ ١٠٣. (٣) ذكر هذا المعنى الزجاج في "معاني القرآن" ٣/ ١٥ وقال: وازّيَّنت بالتشديد أجود في العربية، لأنَّ (أزْيَنَت) الأجود في الكلام: ازانَت. (٤) قاله الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٠٢. وحكاه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ٢١، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٣٢٨. (٥) قاله السمرقندي في "بحر العلوم" ٢/ ٩٤. (٦) حكى الأقوال الثلاثة في مرجع الضمير القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٣٢٨، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ١٤٥ وضعف القول الثالث. (٧) في (ت): قضاءنا. (٨) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٢٧٧، "جامع البيان" للطبري ١١/ ١٠٢.