{إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ} تتصدع {قُلُوبِهِمْ} فيموتوا، كقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ}(١) لأن الحياة تنقطع بانقطاع النياط (٢).
وقرأ الحسن ويعقوب وأبو حاتم:(إلى أنْ) خفيفة اللام (٣) على الغاية، يدل عليه تفسير الضحاك وقتادة؛ لا يزالون في شك منه إلى أن يموتوا فيستيقنوا ويتبينوا (٤).
واختلف القراء في قوله:{تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ}.
فقرأ أبو جعفر وشيبة وابن عامر وحمزة والمفضل وحفص:{تَقَطَّعَ} بفتح التاء والطاء مشدّدًا (٥)، بمعنى: تتقطع ثم حذفت إحدى التائين.
وقرأ ابن كثير ومجاهد ونافع وعاصم (٦) وأبو عمرو والكسائي: (تُقَطَّع) بضم التاء وتشديد الطاء (٧) على غير تسمية الفاعل، وهو
(١) الحاقة: ٤٦. (٢) هذا قول عامة المفسرين، وحكى الزجاج في "معاني القرآن" ٢/ ٤٧١ قولًا آخر عن بعضهم: إلَّا أن يتوبا توبة تتقطع بها قلوبهم ندمًا وأسفًا على تفريطهم. وعزاه أبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ١٠٥ لسفيان. (٣) "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران (ص ١٩٧)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٨١، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ٢/ ٩٩. (٤) "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٩٧. (٥) "الكامل في القراءات الخمسين" للهذلي (ل ٢٠٠/ أ)، و"إرشاد المبتدي" (ص ٣٥٧)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٨١، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ٢/ ٩٩. (٦) في رواية شعبة عنه. (٧) انظر المصادر السابقة.