وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: هم الذين تخلفوا بعذر بإذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٢).
وقرأ مسلمة رحمه الله (المعّذّرون) بتشديد العين والذال، ولا وجه لها؛ لأن الميم (٣) لا تدغم في العين لبعد مخرجيهما.
وقرأ الباقون بتشديد الذال وهم المقصّرون، يقال: أعذر في الأمر إذا بالغ فيه، وعذّر إذا قصّر.
وقال الفراء: أصله المعتذرون، فأدغمت التاء في الذال، ونقلت حركة التاء إلى العين (٤).
قوله تعالى:{وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} قراءة العامة بتخفيف الذال، يعنون: المنافقين.
وقرأ أبيّ والحسن (كذّبوا الله) بالتشديد (٥).
(١) ذكره البَغَوِيّ في "معالم التنزيل" ٤/ ٨٣، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٣٢٥، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ٨٧. (٢) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٤٧٧ وعزاه لابن المنذر. وأخرج الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ٢١٠، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٨٦٠ من طريق أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: هم أهل العذر، وكان يقرؤها وجاء المُعْذِرون خفيفة. (٣) في حاشية الأصل: لعله يريد لأن التاء ويكون الأصل المتعذرون. وهو كذلك كما في "البحر المحيط" ٥/ ٨٦: قال أبو حاتم: أراد المتعذرين، والتاء لا تدغم في العين لبعد المخارج، وهي غلط منه أو عليه. (٤) "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٤٧. (٥) "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٥٩) عن ابن عباس وأبي رجاء والحسن.