المنافقين يسيرون بين يديه، فقالوا: يظن هذا الرجل أن يفتح علينا قصور الشام وحصونها! هيهات هيهات! فأطْلَعَ الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "احبسوا عليَّ الركب"، فأتاهم (١) فقال لهم: قلتم كذا وكذا، فقالوا: يا نبي الله، إنما كنا نخوض ونلعب، وحلفوا على ذلك، فأنزل الله عز وجل هذِه الآية (٢).
وقال مجاهد: قال رجل من المنافقين: يحدثنا محمد؛ أن ناقة فلان بوادي كذا وكذا، وما يُدريه ما الغيب؟ فأنزل الله تعالى هذِه الآية (٣).
وقال ابن يسار (٤): نزلت في وديعة بن ثابت، وهو الذي قال هذِه
(١) في (ت): فدعاهم، وكذا عند الطبري. (٢) (٣) (٤) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٤٥٦ وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. وقد أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٧٢، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٨٣٠ من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، عنه .. به. وذكره الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٥٥)، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٤٦٥. (٣) "تفسير مجاهد" ١/ ٢٨٣. وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٤٥٦ لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ. وقد أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٧٣، من طريق عيسى، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٨٣٠ من طريق ورقاء، كلاهما عن ابن أبي نجيح، عنه، به. وذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٤٦٥. (٤) في الأصل: ابن كيسان، وهو تحريف، والتصويب من (ت) ومصادر التخريج.