فهذا النسيء الذي قال الله تعالى:{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا} قرأ أهل المدينة وعاصم وأبو عمرو (يَضِلُّ) - بفتح الياء وكسر الضاد (١) -، واختاره أبو حاتم؛ لأنهم هم الضالون لقوله:{يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا}.
وقرأ الحسن وأبو رجاء (٢) وأبو عبد الرحمن وقتادة ومجاهد وابن محيصن (يُضِل) مضمومة الياء مكسورة الضاد (٣) ولها وجهان: أحدهما: أن يكون {الَّذِينَ كَفَرُوا} في محل النصب، أي: يضل الله به الذين كفروا، والوجه الثاني: أن يكون {الَّذِينَ} في محل الرفع على معنى: يضل به الذين كفروا الناس المقتدين بهم (٤).
= وبلا نسبة في "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ٣٢، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٨/ ١٣٨، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٦/ ٤٧، "التاج" (قلمس). (١) انظر "إرشاد المبتدي" (ص ٣٥٣)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٣٧٩. (٢) في "المحتسب" لابن جني ١/ ٢٨٨، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٦/ ٤٧ أن أبا رجاء يقرأ (يَضَل) بفتح الياء والضاد، وفي "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ٤٢ روي عنه الوجهان. (٣) "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ٤٢. (٤) "المحتسب" لابن جني ١/ ٢٨٩، "الموضح في وجوه القراءات" ٢/ ٥٩٤، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٦/ ٤٧.