وقرأ أبو جعفر وورش (النسيُّ) بالتشديد من غير همز (٢)، وروي ذلك عن ابن كثير (٣) على معنى المنسي، أي: المتروك، قال الله تعالى:{نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}(٤)(٥) من النسيان. ويحتمل أن يكون أصله الهمز فخفف.
واختلفوا في أصل الكلمة:
فقال الأخفش: هو من التأخير (٦). ومنه النسأة في البيع، ويقال: أنسأ الله في أجله، ونسأ في أجله، أي أخّر.
وقال قطرب: هو من الزيادة (٧). وكل زيادة حدثت في شيء فهو
(١) "شواذ القراءة" للكرماني (ل ١٠٠/ أ). (٢) "التيسير" للداني (ص ١١٨)، "التبصرة" لمكي (ص ٥٢٧)، "غاية الاختصار" للهمذاني ٢/ ٥٠٨. (٣) ذكر أبو العز القلانسي في "إرشاد المبتدي" (ص ٤٥٣) أن البزي راوي ابن كثير قرأ (النسيُّ) بتشديد الياء من غير همز، كقراءة ورش. (٤) التوبة: ٦٧. (٥) في (ت): {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} وهي الآية (١٩) من سورة الحشر. (٦) "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٣٥٧. وانظر أيضًا "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص ٨٠٤)، "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٥/ ٤٤. (٧) في "الفائق" للزمخشري ٣/ ٤٢٢: وقد روى قطرب: النُّسء -بالضم- المرأة المظنون بها العمل، لتأخر حيضها عن وقته. لكن ذكر هذا المعنى -وهو الزيادة- الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٢٩، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ١٣٦.