أتجزعُ إنْ نَفسٌ أتَاها حِمامُها ... فهلّا التي عن بَين جَنبيكَ تدْفعُ! !
ومعنى الآية:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} الذين أمرتك بقتالهم وقتلهم {اسْتَجَارَكَ}؛ أي استعاذ بك واستأمنك (٣) بعد انسلاخ الأشهر الحُرُم؛ ليسمع كلام الله {فَأَجِرْهُ}: فأعذه وأمِّنه {حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} فتقيم عليه حجّة الله وتبين له دين الله {ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} فإن أسلم فقد نال عزّ الإِسلام وخير الدنيا والآخرة وصار رجلًا من المسلمين، وإن أبي أن يسلم فأبلغه مأمنه: دار قومه، فإن قاتلك بعد ذلك فقدرت عليه فاقتله {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ} دين الله وتوحيده.
(١) في (ت): معمودها، وفي حاشية الأصل: وفي نسخة: وإن معمورها خرب، أي وإن خرب معمورها. (٢) هو زيد بن رزين، والبيت له في "جواهر الأدب" (ص ٣٥٢)، "شرح شواهد المغني" للسيوطي ١/ ٤٣٦، وبلا نسبة في "الجنى الداني" للمرادي (ص ٢٤٨)، "خزانة الأدب" للبغدادي ١٠/ ١٤٤، "المحتسب" لابن جني ١/ ٢٨١، "همع الهوامع" للسيوطي ٢/ ٢٢. (٣) قال السمين الحلبي في "عمدة الحفاظ" ١/ ٣٥٨ (جور): يقال: أجرت فلانًا؛ أي حميته ومنعته، واستجار بي؛ أي: استغاث بي واحتمى وامتنع. =