كذلك:(بِئْس) على وزن فِعْل، إلَّا أنَّه همزه (١). وقرأ (٢) عاصم: في رواية أبي بكر: (بَيْئسَ) بفتح الباء وجزم الياء وفتح الهمزة، على وزن فَيْعَل (٣) مثل صَيْقَل وَيثْرَب. كما قال الشاعر (٤):
[كلاهُما] كانَ رَئيسًا [بَيْئَسا] ... يَضْرِبُ في الهَيْجاءِ منه القَوْنَسا (٥)
وقرأ بعض قراء أهل البصرة (بَئِس) بفتح الباء وكسر الهمزة على وزن فَعِل (٦)، مثل حَذِر. كقول قيس الرُّقَيَّات:
(١) انظر: المصدر السابق ٢/ ٢٠٥. (٢) من (ت). (٣) ذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٢/ ٤٦٩ والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٧/ ٣٠٨. وهي قراءة شاذة. انظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٥٢). (٤) امرؤ القيس. انظر: "جامع البيان" للطبري ٩/ ١٠٠ ولم أجده في غيره. (٥) في الأصل: كليهما. و: بيأسا. وما أثبته من (ت) و (س)، وهو موافق لما في المصادر. والشطر الثاني في المصادر: يَضْرِبُ في يومِ الهِياجِ القَوْنَسا. والهَيْجُ، والهِياجُ، والهَيْجا، والهَيْجاءُ بالمد والقصر: الحرب لأَنها مَوْطِنُ غَضَب. والقَوْنَسُ: من القَنْسُ والقِنْسُ: وهو الأصْلُ والمَنْبِت في كلِّ شَيءٍ ومُعْتَمَده. يقال: قَوْنَسُ الدّابَّةِ: أي ما بين أذُنَيْه إلى الرأسَ، والمراد به هنا: يضرب مقدمة الرأس. انظر: "المحيط في اللغة" لابن عباد ١/ ٤٤٩، "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ٣٩٤ (هيج)، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٢/ ٤٦٩، "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٩/ ٣٦٣. (٦) ذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٢/ ٤٦٩ والقرطبي في "الجامع لأحكام =